التربية بحاجة إلى تربية
في سابقة غير مسبوقة نشرت جريدة الدعوة العراقية التي تصدر كما ورد في صفحتها الأولى عن حزب الدعوة الإسلامية / تنظيم العراق في عددها 625 الصادر يوم 15 تموز 2008 في الصفحة الرابعة – صفحة المحليات خبرا عن وزارة التربية / المديرية العامة للتقويم والامتحانات مع صورة المعلومات التي يبدو إنها جاءتها من المديرية المذكورة مباشرة وذكرت إن الأولى على المدارس المتوسطة في العراق لهذا العام هي (نادين علاء أنور – غير مسلمة) وإن (تارا عبير توما – غير مسلمة) و (حسان علاء فريد – غير مسلم) جاءا في المرتبة الرابعة كما جاءت (نور بسام نجيب – غير مسلمة) في المرحلة الثامنة.
وهكذا وبكل بساطة تدس وزارة التربية بمديريتها العامة التربية العنصرية والتفرقة الدينية بين طلابها بلا خجل أو تغطية ولا نستبعد أن تقوم في السنة القادمة بذكر الطائفة والمذهب أمام أسماء الطلاب كأن تقول فلان في المرتبة كذا – سني أو علان في المرتبة كذا – شيعي ، فهذا ديدن العنصريين يبدأون بالتفرقة البسيطة ليراقبوا رد الفعل ليشتطوا بعدها أبعد وأبعد ما دام ليس هناك من عقاب أو متابعة.
إن وزارة التربية مدعوة اليوم للدفاع عن نفسها بالرد على مقالتنا هذه بمحاسبة المدير العام المسؤول عن هذا العمل الخارج عن التربية الوطنية تماما بطرده على الأقل من منصبه إن لم يكن بإحالته إلى المحاكم المختصة بإعتباره يضع أساسا لسابقة غريبة عن مجتمعنا الذي كان وما نسعى إليه ليكون. أما إذا كان تصوره المريض للمجتمع الذي يريد هو على هذه الشاكلة فهذا يبين إلى أي مدى وصل العنصريون والمفرقون في دس أسس التفرقة بين أفراد هذا الشعب.
أما إذا لم تتخذ وزارة التربية الإجراء المطلوب لمحاسبة هذا المدير فيعني بالضرورة إن هذه العملية تتم بإرشادها المباشر وتوجيهها وعند ذاك يكون على الحكومة واجب محاسبة وزير التربية على ما إرتكبه بحق العراقيين بالتفرقة والتمييز بين أولادهم على أسس دينية وغيرها. ويبدو إن ما طفا على السطح بهذا الإعلان لم يكن إلا غيض من فيض.
إن العراق واحد وأبناؤه هم ابناؤه مهما إختلفت ديانات ومذاهب وطوائف أهلهم وإن التشجيع على التمييز جريمة بحق العراق يجب أن لا تمر مرور الكرام ولا نريد أن تقف الحكومة (المنتخبة) مكتوفة الأيدي عن محاسبة مرتكب جريمة التفرقة والدعوة إلى شق صفوف الشعب بغض النظر عن كون هذا الوزير من حزب رئيس الوزراء أو لم يكن.
نعود إلى عنوان المفال لنعيد صياغته بإسم (وزارة التربية بحاجة إلى تربية وطنية).
والله من وراء القصد
عبدالعزيز الونداوي
أمين عام إئتلاف عدل (عراق ديمقراطي ليبرالي)